الانتشار السريع لفيروس الإنفلونزا الموسمية أدى إلى إغلاق مدارس في مدينة نوكسفيل بولاية تينسي، وقلص تبرعات الدم إلى مستويات خطيرة في كليفلاند بولاية أوهايو، ودفع إلى وضع قيود على عدد نزلاء المستشفيات في ويلسون بولاية نورث كارولاينا. والأكثر شؤماً أنه أصاب ما يصل إلى 26 مليون شخص في الولايات المتحدة في أربعة أشهر فحسب وأودى بحياة 25 ألف شخص حتى الآن. أي إنه موسم إنفلونزا صعب، لكنه غير استثنائي في الولايات المتحدة، ومن ذاك النوع الذي لا يبالي به الناس كل شتاء، ويواجهونه بتناول السوائل أو المسكنات إذا أصيبوا بالفيروس.
لكن هذا العام، دفع فيروس كورونا الجديد القادم من الصين إلى تركيز الانتباه على أمراض يمكنها التفشي وسط السكان، مما أثار قلقاً شديداً وسط الجمهور. لكن الإنفلونزا تشكل التهديد الأكبر والأكثر ضغطاً، فلم تظهر إلا 8 حالات فقط من المرض الجديد الذي يصيب الجهاز التنفسي في الولايات المتحدة ولا يوجد بينها حالة قاتلة واحدة أو تهدد الحياة حتى فيما يبدو. وتعتقد «لين بوفكا» مديرة أبحاث الممارسة والسياسة في الجمعية السيكولوجية الأميركية والمتخصصة في معالجة القلق أن «أي شيء لا نشعر بأن لدينا عنه ما يكفي من المعلومات يجعلنا نشعر بأنه خطر. الإنفلونزا لا تعطي انطباعاً بأنها جديدة. معظم الناس أصيبوا بالإنفلونزا وتعافوا منها. إنها لا تبدو مشكلة كبيرة رغم أن آلاف الناس يموتون سنوياً بسببها».
وتشير بيانات لـ «مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها» إلى أن ما بين 8.6 إلى 12 مليون شخص ترددوا على مراكز تقديم الرعاية الصحية وهم يشتكون من أعراض شبيهة بالإنفلونزا، مثل الحمى والسعال والعطس والأوجاع منذ بداية موسم الإنفلونزا في الأول من أكتوبر الماضي. وتلقى نحو 310 ألف شخص رعاية صحية في المستشفيات ولقي 68 طفلاً حتفهم. وفي خريطة مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها عن نشاط الإنفلونزا، نجد أن معظم البلاد باللون شديد الحمرة مما يوضح أعلى درجة من نشاط «المرض الشبيه بالإنفلونزا».
وأثناء موسم الإنفلونزا بين عامي 2018 و2019، تلقى 45.3% من الراشدين و62.6% من الأطفال جرعات من لقاح الإنفلونزا. وهناك نوعان من الإنفلونزا ينتشران ويفاقمان الأخطار. ويتمخض النوعان عن حالات وفيات أقل وسط الأكبر سناً الذين يشكلون نمطياً معظم الوفيات أثناء موسم الإنفلونزا لكنهما أصابا الأطفال بشدة. والموسم الحالي ليس في حدة موسم 2017 - 2018 حين بلغت الإنفلونزا مستويات الوباء ولقي ما يصل إلى 95 ألف شخص حتفهم، بحسب تقديرات مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها.
لكن لا يوجد مستوى من الإنفلونزا يمكنه أن يخفف مخاوف الجمهور واهتمامهم بفيروس كورونا الجديد الذي ينتشر بلا كلل خارج الصين والذي قتل فيها أكثر من 250 شخصاً وأصاب 11 ألفاً. وتعتقد «جنيفر ديلاها» المديرة الطبية للتحصينات والاستجابة على تفشي الأمراض في وزارة الصحة في أركنسو، المتخصصة في التحصينات والاستجابة على تفشي الأمراض، أن «الناس أكثر هلعاً قليلاً بشأن فيروس كورونا ويريدون التعرف على الخطوات التي يتعين اتخاذها، ويعتقدون أنه ينتشر في الولاية». لكنها تؤكد أن الفيروس لا ينتشر في الولاية حتى الآن. ويرى أنطوني فوشي مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية وعضو قوة المهام الحكومية التي تنسق الاستجابة على فيروس كورونا أنه يسأل غالباً عن سبب تركيز الحكومة على فيروس كورونا في وقت يلقى فيه كثيرون من الناس حتفهم بسبب الإنفلونزا الموسمية.
ليني بيرنشتين*
كاتب صحفي أميركي يغطي شؤون الطب والصحة العامة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
لكن هذا العام، دفع فيروس كورونا الجديد القادم من الصين إلى تركيز الانتباه على أمراض يمكنها التفشي وسط السكان، مما أثار قلقاً شديداً وسط الجمهور. لكن الإنفلونزا تشكل التهديد الأكبر والأكثر ضغطاً، فلم تظهر إلا 8 حالات فقط من المرض الجديد الذي يصيب الجهاز التنفسي في الولايات المتحدة ولا يوجد بينها حالة قاتلة واحدة أو تهدد الحياة حتى فيما يبدو. وتعتقد «لين بوفكا» مديرة أبحاث الممارسة والسياسة في الجمعية السيكولوجية الأميركية والمتخصصة في معالجة القلق أن «أي شيء لا نشعر بأن لدينا عنه ما يكفي من المعلومات يجعلنا نشعر بأنه خطر. الإنفلونزا لا تعطي انطباعاً بأنها جديدة. معظم الناس أصيبوا بالإنفلونزا وتعافوا منها. إنها لا تبدو مشكلة كبيرة رغم أن آلاف الناس يموتون سنوياً بسببها».
وتشير بيانات لـ «مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها» إلى أن ما بين 8.6 إلى 12 مليون شخص ترددوا على مراكز تقديم الرعاية الصحية وهم يشتكون من أعراض شبيهة بالإنفلونزا، مثل الحمى والسعال والعطس والأوجاع منذ بداية موسم الإنفلونزا في الأول من أكتوبر الماضي. وتلقى نحو 310 ألف شخص رعاية صحية في المستشفيات ولقي 68 طفلاً حتفهم. وفي خريطة مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها عن نشاط الإنفلونزا، نجد أن معظم البلاد باللون شديد الحمرة مما يوضح أعلى درجة من نشاط «المرض الشبيه بالإنفلونزا».
وأثناء موسم الإنفلونزا بين عامي 2018 و2019، تلقى 45.3% من الراشدين و62.6% من الأطفال جرعات من لقاح الإنفلونزا. وهناك نوعان من الإنفلونزا ينتشران ويفاقمان الأخطار. ويتمخض النوعان عن حالات وفيات أقل وسط الأكبر سناً الذين يشكلون نمطياً معظم الوفيات أثناء موسم الإنفلونزا لكنهما أصابا الأطفال بشدة. والموسم الحالي ليس في حدة موسم 2017 - 2018 حين بلغت الإنفلونزا مستويات الوباء ولقي ما يصل إلى 95 ألف شخص حتفهم، بحسب تقديرات مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها.
لكن لا يوجد مستوى من الإنفلونزا يمكنه أن يخفف مخاوف الجمهور واهتمامهم بفيروس كورونا الجديد الذي ينتشر بلا كلل خارج الصين والذي قتل فيها أكثر من 250 شخصاً وأصاب 11 ألفاً. وتعتقد «جنيفر ديلاها» المديرة الطبية للتحصينات والاستجابة على تفشي الأمراض في وزارة الصحة في أركنسو، المتخصصة في التحصينات والاستجابة على تفشي الأمراض، أن «الناس أكثر هلعاً قليلاً بشأن فيروس كورونا ويريدون التعرف على الخطوات التي يتعين اتخاذها، ويعتقدون أنه ينتشر في الولاية». لكنها تؤكد أن الفيروس لا ينتشر في الولاية حتى الآن. ويرى أنطوني فوشي مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية وعضو قوة المهام الحكومية التي تنسق الاستجابة على فيروس كورونا أنه يسأل غالباً عن سبب تركيز الحكومة على فيروس كورونا في وقت يلقى فيه كثيرون من الناس حتفهم بسبب الإنفلونزا الموسمية.
ليني بيرنشتين*
كاتب صحفي أميركي يغطي شؤون الطب والصحة العامة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»